منتديات شبيه الورد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شبيه الورد منتديات ثقافية اقسامها منوعة من تفسير الاحلام الى الثقافة والاسرة والمجتمع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
  • أنت غير مسجل فى منتديات شبيه الورد . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا


     

     الباب الخامس من المقدمة الثانية في رؤية السماء والليل والنهار والنار والنور والظلمة والأمطار والندى

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    مفسر الاحلام
    مشرف
    مشرف
    مفسر الاحلام


    الجنس : ذكر
    عدد المساهمات : 81
    تاريخ التسجيل : 16/04/2013

    الباب الخامس من المقدمة الثانية في رؤية السماء والليل والنهار والنار والنور والظلمة والأمطار والندى Empty
    مُساهمةموضوع: الباب الخامس من المقدمة الثانية في رؤية السماء والليل والنهار والنار والنور والظلمة والأمطار والندى   الباب الخامس من المقدمة الثانية في رؤية السماء والليل والنهار والنار والنور والظلمة والأمطار والندى Emptyالسبت مايو 16, 2015 10:39 pm

    الباب الخامس من المقدمة الثانية في رؤية السماء والليل والنهار
    والنار والنور والظلمة والأمطار والندى والرياح والسُحب والغيوم والصواعق والبَرَد والجليد والثلج والحر والبَرْد والحُبك
    ص 46 أ
    فصل
    اعلم أن الآثار العلوية المحدثة في الجو والتغيرات الجارية فيها كالهواء الصافي فإنه يدل على الخير والصلاح والهواء الكدر عكسه والسحاب يدل على الخير والرياح العاصفة واضطراب الهواء يدل على الخوف والحر والبَرْد في المنام يدلان على التعب والبطالة والرعد والبرق إذا لم يكن معهما مطر دليل على المواعيد الكاذبة وللصواعق دلالات مختلفة فإن أحرقت الصاعقة فقير استغنى أو غني افتقر أو مأسور خلَص أو حبس إن كان مطلقاً وإن رآه في حال الوطن سافر أو عبد دل على عتقه وهذه الأحكام من جهة التجربة لا من جهة القياس واعلم أن الغيوم البيض خير من الغيوم السود والمتحركة خير من الساكنة وإن رأى الغيوم طالعة من أسفل إلى فوق العُلو فهي خير من النازلة إلى أسفل فإفهم ذلك هذا ما ذهب إليه المسيحي الفيلسوف وسيأتي الكلام في الرعد والبرق وغير ذلك في المنام وما يتعلق به من الأحكام إن شاء الله تعالى
    فأما رؤية السموات في المنام فإنها دالة على الكشف والاطلاع على حقائق الأشياء لأرباب العلوم والاهتمام بأمور الآخرة وربما دلت رؤيتها أو الطلوع إليها كلها في المنام دليل على الأسفار إلى المدن الكبار أو المتاجر النفيسة المربحة من الأصناف
    (1/59)
    ________________________________________
    ص 46 ب العديدة في البر والبحر وربما دل الطلوع إلى السموات وقطعها في المنام دليلاً على فساد المعتقد والكذب أو التكذيب بالحق لقوله تعالى ( وقل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم ) إلى قوله تعالى ( وإنهم لكاذبون ) ولقوله تعالى ( الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ) وربما دلت رؤية ذلك على البلاء ( 1 ) والافتتان والمحن لقوله تعالى ( تبارك الذي بيده الملك ) إلى قوله ( الذي خلق سبع سموات طباقا ) ولقوله تعالى ( كيف تكفرون بالله ) إلى قوله ( فسواهن سبع سموات ) ولقوله تعالى ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ) إلى قوله ( فقضاهن سبع سموات في يومين ) ورؤية السموات في المنام سُموٌّ آتٍ
    ورؤية السماء دالة على البلد والحِصن والدار والزوجة والوالد والوالدة أو الأستاذ والأمكنة التي يرجو منها النفع ويخاف من ضررها وتدل السماء على القَسم لمن طلع إليها في المنام لقوله تعالى ( والسماء ذات الحُبك إنكم لفي قول مختلف ) ولقوله تعالى ( والسماء ذات البروج ) ( والسماء والطارق ) وربما دلت على البناء العجيب لقوله تعالى ( والسماء بنيناها بأييد ) وربما دل طلوع السماء على السعي في طلب الرزق وتيسير ما يرجوه من إنجاز الوعد لقوله تعالى ( وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون )
    ص 47 أ
    (1/60)
    ________________________________________
    وربما دلت السماء على البحر لسعته ولما فيه من خلق الله تعالى ورؤية السماء لأرباب الغرس أو الزرع دليل على نمو الزرع والثمار لقوله تعالى ( ونزلنا من السماء ماء مباركاً فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقاً للعباد ) ثم تدل رؤية السماء في المنام على كل ما يعلو الرأس من قلنسوة أو سقف أو بيضة وعلى ما يُتوقى به من الأعداء كالسلطان والوالد وعلى ما تَحصنه كالزوجة والمال والدين وربما دلت على الموت لمن لم ينزل منها إذا طلع إليها وتدل على التهمة قياساً على قصة عيسى عليه السلام وتدل على العلو لقوله تعالى ( وقد أفلح اليوم من استعلى ) ولقوله تعالى ( ورفعناه مكاناً عليا أولئك الذين أنعم الله عليهم )
    فإن رأى السماء انشقت دل على البدعة والضلالة لقوله تعالى ( إذا السماء انشقت ) كما أن تفطرها أيضاً يدل على البدعة والضلالة لقوله تعالى ( تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا إن دعوا للرحمن ولدا )
    وربما دلت رؤية السماء على الحج لقوله تعالى ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولِ وجهك شطر المسجد الحرام )
    ونزول السماء إلى الأرض دليل على نزول الغيث وكثرة الأمطار والصلح مع الأعداء قال الشاعر
    ( إذا أنزل السماء بأرض قوم
    رعيناه وإن كانوا غضابا )
    ص 47 ب
    واعتبر ما ينزل من السماء من أقسام الخير كالدقيق والعسل والسمن وما ينزل منها من أقسام الشر كالحيات والعقارب والأوزاغ فمن أخذ في المنام من أقسام الخير شيئاً نال رزقاً حلالاً أو علماً نافعا وإن أخذ في المنام من أقسام الشر شيء أو أصابه منه ضرر دل على الهموم والأنكاد والآفات في الأنفس من المرض أو إحاطة في الأموال
    فإن رأى أنه التمس السماء بيده ربما تعذر عليه مطلبه لقوله تعالى ( وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشهبا )
    (1/61)
    ________________________________________
    واعتبر الطلوع إلى السماء فإن طلع إليها بنفسه وتردى منها إلى الأرض دل ذلك والعياذ بالله على الشرك خصوصاً إن اختطفه طائر أو ألقته الرياح في ظلمة أو مكان من أمكنة الهلكات لقوله تعالى ( ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) وربما دل الصعود إلى السماء على الجدل والإنكار من ذوي الحسد أو الأعداء لقوله تعالى ( أو ترقى في السماء ولن نؤمن لِرقيك ) الآية
    واعتبر بماذا طلع إلى السماء فإن كان بدرج ارتفع قدره ونال سمواً وعلواً وعلت درجته بسبب من أسباب الخير فإن طلع إليها بغير سبب دل على الكيد لقوله تعالى ( من كان يظن ألن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ) الآية فإن طلع إلى السماء ما هو من أقسام الخير دل على غلاء
    ص 48 أ الأسعار وفقْدِ الصلحاء أو موت الغزاة أو الحاج وإن طلع إليها ما هو من أقسام الشر دل على هلاك الكفار أو رفع الظلم وربما دل الدخول إلى السماء في المنام على دخول دور الأكابر فإن أخذ من السماء شيئا دل على التلصص أو التجسس على الأخبار وإن دخل إليها عاصياً تاب إلى الله تعالى واستقال من ذنوبه لأنها محل الذكر والتسبيح والتقديس والطهارة وإن كان كافراً اهتدي وإن كان عليه طلب اختفى في مكان لا يصل إليه أحد وإن كان مريضاً ولم يرجع ينزل منها مات وربما سافر إلى جهة بعيدة وإن كان ممن يعاني الجذم خرم سلطاناً وتمكّن منه وربما دلت السماء على السجن والطلوع إليها دليل على رفع الهمة والله تعالى أعلم بالصواب
    فصل وأما رؤية الليل والنهار
    (1/62)
    ________________________________________
    فرؤية الليل في المنام تدل على الرجل الكافر والنهار يدل على الرجل المؤمن وربما دلت رؤيتهما على الخصمين وطلبه الآن كلاً منهما يطلب صاحبه وربما دلت رؤيتهما في المنام على تقريب البعيد من خير أو شر لأنهما يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد وربما دلت رؤيتهما في المنام على المواعظ والأداب والوقوع فيما يوجب الندم قال الله تعالى ( وجعلنا الليل والنهار آيتين ) الآية وقال الشاعر
    ( من لم يؤدبه والداه
    أدبه الليل والنهار )
    وربما دلت رؤية الليل على تقلب الزمان وظهور الحوادث
    ص 48 ب ويدل الليل على المرأة السوداء والنهار على المرأة البيضاء وعلى حَبَل النساء قال الشاعر
    والليالي كما عهدت حبالى
    مقربات يلدن كل عجيب
    وربما دلت رؤية الليل للمريض على الموت ورؤية النهار على الكلام في الأعراض قال الله تعالى ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ) وتدل رؤية الليل على اللباس ورؤية النهار على المعاش لقوله تعالى ( وجعلنا الليل لباساً وجعلنا النهار معاشاً ) وتدل رؤيته على السَكن لقوله تعالى ( هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه ) ورؤية النهار دليل على شفاء البصر وقوته لقوله تعالى ( والنهار مبصرا )
    وربما دل الليل على ستر الأمور وكتمانها والأمن من الخوف إلا أن يكون الرأي سافراً فإن رؤية الليل له دليل على ظالم يغشاه لأن الليل ظُلمة والظَلمة يشتق منها الظلم وربما دل الليل على التيمين لقوله تعالى ( والليل إذا يغشى ) وتدل رؤيته لأرباب التهجد والمعاملات على بلوغ الآمال وقضاء الحوائج والاجتماع بالأحبة ومن نام في المنام في ليل أو رأى نفسه في ليل على حالة ملهية دل على زوال النعم ودهوم الحوادث
    قال الشاعر
    ( يا راقد الليل مسروراً بأوله
    إن الحوادث قد يطرقن أسحارا )
    ص 49 أ
    ولا تفرض بليل طاب أوله
    فرب أخر ليلٍ أجج النارا
    فصل واعتَبر قول السَّحر في المنام أو البكور
    (1/63)
    ________________________________________
    مثاله أن يقول رأيت في المنام كأني استسحرت فربما سَحَر أو سُحِرَ وربما يقع في ذنب يوجب الاستغفار لقوله تعالى ( وبالأسحار هم يستغفرون ) وأما البكور فربما دل على البنات يرزقهن أو يتزوج بهن وربما دل البُكور في المنام والتلفظ به على الذكر والقراءة لقوله تعالى ( واذكر اسم ربك بكرة ً وأصيلاً ) والفجر الخط الأبيض والليل الخط الأسود قال الله تعالى ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر )
    فصل
    وأما رؤية الليالي المشرقة كليلة القدر في المنام فبشارة بكل خير وإن كان يطلب كنزاً في اليقظة ظفر به وكذلك رؤية ليلة النصف من شعبان وليلة الإسراء وليلة الجمعة وعلى هذا فقس الليالي المشرقة والله تعالى أعلم
    فصل
    واعتبر لفظ الصبح في المنام ولفظ الفجر وإن كان الكل واحد لكن الحُكم يختلف فرؤية الصُبح في المنام دليل على إنجاز الوعد لقوله تعالى ( إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ) ومن رأى الصبح في المنام وهو على حالة رديئة دل على كفره أو معصيته لقوله ( أصبح من عبادي مؤمن بي كافر
    ص 49 ب بالكواكب ومؤمن بالكواكب كافر بي ) وإن كان الرأي له ذمّة ورأى في المنام كان الصبح قد طلع عليه بشرته بالخَلف إن كان من أهل الإنفاق وبالتلف إن كان من أهل الإمساك لقوله ( ما من يوم يُصبح العباد فيه إلا وملكان موكلان فيقول أحدهما اللهم أعطي كل منفق خلَفا ويقول الآخر اللهم أعطي كل ممسك تَلفا والفجر قَسم ) قال الله تعالى ( والفجر وليال عشر ) ورؤية ما بين المغرب والعشاء في المنام دليل على توسط الحال إلى أن يدخل الليل أو تطلع الشمس ورؤية الغبُوق فرح وسرور إلى أن ينجلى عن شمس أو غيرها ورؤية الصُبح لأهل الزرع مغرم لقوله تعالى ( فأصبح هشيماً تذروه الرياح ) وعلى هذا فقس والله تعالى أعلم
    (1/64)
    ________________________________________
    وربما دل دخول الليل في المنام على الإنسان على تعطيل الحركات والأسباب أو السفر وربما دل على الهم والنكد والغم والحيرة وضيق الصدر والتبدد والحزن والسجن ودخول على الأعزب سارّة أو آفة سوداء
    وأما النهار فدخوله على الإنسان في المنام فرج من الهموم والأحزان وعلى تجديد الملابس السيئة والأزواج والأولاد
    ص 50 أ الحسان وعلى ظهور الحَجة والكشف على المُعمر وخلاص المسجونين وقدوم الغائب
    فصل
    رؤية النار في المنام دليل على السلطان فإن كانت بوذية دلت على السلطان الجائر و إن انتفع الناس بها دلت على السلطان العادل وربما دلت على كل من يَهتدي من ظلمات الجهل كالعالم والأستاذ والمؤدب والصابغ وعلى من ينصلح على يديه الأمور كالحاكم والوالي وما أشبه ذلك
    فإن رأى النار موقودة في الليل كان علماً وهداية وإن كانت موقودة في النهار دلت على الشرور والأنكاد وتمحيق المال وضياع المصالح إلا أن يكون ذلك موقوداً في بشارة فإنه يدل على حدوث أمر مفرج يُوجب وقود النار في النهار ومن حمل جمراً في المنام وتبدد منه فإنه لا ينهض بمصلحته ولا بمصلحة غيره قياساً على قصة فتى مولى لعائشة بنت سعد بن أبي وقاص وكانت بعثته إلى المدينة ( 2 ) ( ) لها ناراً فقصَد مصر وأقام بها سنة ً ثم جاءها بعد السنة يشتد ومعه جمر فنبذ دمنه فقال تعست العجلة فصار مثلاً
    وتدل النار على الفاكهة في الشتاء قال بعض المحدثين النار فاكهة الشتاء فمن يرد أكل الفواكه ( 1 ) في الشتاء فليصطلي
    ص 50 ب
    (1/65)
    ________________________________________
    وربما دل أكل النار على أكل مال الأيتام لقوله تعالى ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نارا ) وتدل على الأكل والشرب في الأواني المحرمة كالذهب والفضة لقوله ( الذي يأكل في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم ) وربما دل ذلك على الفقر والسؤال لقوله ( مسألة الغني نار ) خصوصاً إن أحرقته وربما دل وهج النار على وهجه في اليقظة لفوت أو موت وربما دل ذلك على الأمراض بالحمى وربما دلت النار على عَبّادها وكذلك النور والظلمة
    والدخان في المنام إذا أذى الناس وغشي أبصارهم كان دليلاً على الهموم والأنكاد والظلم أو العذاب من الله تعالى بفناء أو قحط لقوله تعالى ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ) وربما دل الدخان على الأخيار من الجهة التي ظهر منها وربما دل الدخان على ( 2 ) ( ) العين وظلمتها نسأل الله العافية وأما الشرر فإنه في المنام دليل على الأولاد لأنه يُقال في المثل فلان له ولد كأنه شرارة لنهضته وسُرعته فإن أحرق الثياب أو وقع في الوجه فإنه شرٌ ونكد متتابع وربما دل الشرَرُ على سوء الأعمال من موجبات النار
    ص 51 أ وشررها أعاذنا الله منها لقوله تعالى ( إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالات صفر ويل يومئذ للمكذبين ) والجمر رزق عاجل ومطلوب تهيأ فإن انتفع الإنسان به في المنام فهو رزق بغير تعب كما ذكرنا وربما دل على المعدود من دنانير أو مصوغ أو جديد أو معيشة يحتاج فيها إليه
    وربما دلت رؤية الجمر على طلب العلم والسؤال عنه قال - ( مسألة الغني نار ) وطالب العلم في نار حتى يناله ومن المنتهي
    ( ) ( 1 ) في المنام بشيء من النار دل على هدايته إن كان عاصياً وإن تقدم له وَعد دل على إنجازه لقوله تعالى ( أو أجد على النار هدى ) وكان في رؤية موسى عليه السلام للنار في الليل سبب كلام الله تعالى كما وعده سبحانه والله تعالى أعلم
    فصل
    (1/66)
    ________________________________________
    وأما النور بعد الظلمة فإنه غنى ً بعد فقر وعزٌّ بعد ذل وهداية بعد ضلال وتوبة بعد عصيان ونور بعد عمى قال الله تعالى - ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) وبالعكس لو خرج الإنسان في المنام من النور إلى الظلمة فإنه يدل على الفقر بعد الغنى والذل بعد العز والضلالة بعد الهدى والعمى بعد البصر لقوله تعالى ( ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ) وقال
    ص 51 ب
    تعالى - ( والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ) الآية واعتبر لفظ القائل لرؤية العشاء في المنام فإن العشاء في المنام دليل على الاحتيال والكذب وقيام الفتنة والغدر لقوله تعالى ( وجاءوا أباهم عشاء يبكون ) الآية وربما دلت رؤية العشاء في المنام على التسبيح والذكر لقوله تعالى ( وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ) وسيأتي الكلام في تأويل ساعات الليل والنهار إن شاء الله
    فصل
    وأما الظلمة فإن رؤيتها في المنام دالة على ظلمة القلب والبصر وربما دلت على الظلم لأنه مشتق منها وربما دلت على الانفراد أو الستر عن الناس لما يريد ستره وربما دلت على غلبة السوداء أو على إتيان السُمر أو السودان وإيثارهم على من سواهم وربما دلت الظلمة أو السواد قال الشاعر يصف نوقاً - ( من صفر أولادها كالزبيب
    )
    فصل
    وأما المطر في المنام في أوانه إذا لم يحصل منه ضرر فإنه خير ورزق ورحمة لقوله تعالى - ( وهو الذي يُرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته ) وربما دلت المطر على حياة من يخشى عليه من أدمي أو أرض لقوله تعالى - ( وأنزلنا من السماء ماء طهوراً لنحيي به بلدة ميتاً ) وربما دلت المطر
    ص 52 أ المفيدة على إنجاز ما تُوعد به الإنسان لقوله تعالى ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) قيل هو المطر وإن كان المطر مخصوص بمكان معلوم دل على حزن أهله أو عليهم يعرض للرأي بسبب فَقد من يعُز عليه قال الشاعر
    ( لئن مطُرت يابثن يوماً دياركم
    (1/67)
    ________________________________________
    فتلك دموعي ليس صوب الغمائم )
    وإن كان المطر عاما مؤذياً مثل أن تمطر السماء دماً أو حجارة فإنه يدل على الذنوب والمعاصي لقوله تعالى ( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) ولقوله تعالى ( وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين ) وإن كان الرأي مسافراً ربما تعطل عليه سفره لقوله تعالى ( أو كان بكم أذى من مطر ) وربما كان المطر المتلف على المكان المخصوص دليل على البخس في الكيل والميزان والتشبه بقوم لوط قال الله تعالى ( وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين ) وربما دل المطر النافع على الصلح مع الأعداء
    ورؤية الندى بشارة وكذلك لفظ الوابل والطل قال الله تعالى ( فإن لم يصبها وابلٌ فطلٌ ) وربما دلت المطر على إغاثة الملهوف لقوله تعالى ( وهو الذي
    ص 52 ب ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته ) والله تعالى أعلم
    فصل في الرياح
    وأما الرياح الطيبة إذا هبت في المنام من جهة معلومة فإنها دالة على الأخبار الطيبة والرحمة خلافاً للريح المزعجة المقلقة فإن النبى {صلى الله عليه وسلم} كان يقول ( اللهم إني أعوذ بك من شر ما هبت به الريح اللهم رياحاً ولا تجعلها ريحاً ) وقال تعالى ( إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في يوم نحس مستمر ) وأما رؤية الريح في المنام فربما دلت على طلب الحوائج وانفاد الرسل قال الشاعر
    ( بي إلى الريح حاجة لو قضتها
    كنت للريح ما حييت غُلاما )
    ( أيها الريح بلغي شدة الشوق إلى من أحب وأقري السلاما )
    الجنوب هو ضد الشمال وهو عن يمين الناظر إلى المشرق والصبا نُصرة والديور خذلان قال عليه السلام ( نُصرت بالصبا وهلكت عاد بالديور ) وربما دلت الرياح الطيبة على الأسفار المريحة وربما دلت الصبا على تفريج الهموم والأنكاد وشفاء الأسقام والأخبار سيما نسيم الصبا
    قال بعضهم
    ( نسيم الصبا أذكرتني زمن الصبا فأهلا بما حدّثت عنه ومرحبا )
    (1/68)
    ________________________________________
    فإن رأى في المنام ريحاً حمراء أو زلزلة أو خسفاً أو مسخاً دل على
    ص 53 أ عقوق الوالدين أو قيام الأراذل كما أنه لو رأى ظهور الأصوات في المساجد وكثرة القينات والخمور لقوله عليه السلام ( إذا اتخذ الفيء دولاً والأمانة مغنماً والزكاة مغرماً وتُعلِم لغير الدين وأطاع الرجل امرأته وعق أمه وأدنى صديقه وأقصى أباه وظهرت الأصوات في المساجد وساد القبيلة فاسقهم وكان زعيم القوم أرذلهم وأُكرم الرجل مخافة شره وظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور ولعن أخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء أو زلزلة وخسفاً ومسخاً وقذفاً وآيات تتابع كنظام بال قُطع سلكه ) والله تعالى أعلم
    فصل
    وأما السُحب والغيوم فرؤيتها في المنام دالة على زوال الهموم والأنكاد والمخاوف وإظهار الكرامات لأن ذلك مما يظهر للأولياء عند الاستسقاء وللأنبياء وقاية من الحرّ وربما دلت الغيوم على السفر في البحر لسيرها وحملها الماء بين السماء والأرض لقوله تعالى ( والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ) والغمام يدل على نصر المؤمنين وموت المرضى لقوله تعالى ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر ) فمن ركب على شيء من السحب والغمام ارتفع قدره
    ص 53 ب أو سافر إن كان سليماً أو تزوج زوجة جليلة إن كان أعزب وربما دل السحاب على الألفة لقوله تعالى ( ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ) وربما دلت الغمامة على الغُمة لاشتقاقها منها والله تعالى أعلم
    فصل
    (1/69)
    ________________________________________
    وأما الصواعق فإنها دالة على الأمراض والأراجيف لمن أحرقته فإن أحرقت شيئاً معه مما فيه نفع دل على المغارم والكساد في ذلك وأما الصاعقة فإنها إنذار لمن ارتكب الذنوب قال الله تعالى ( فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون ) وقال تعالى ( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة ً مثل صاعقة عادٍ وثمود ) وقد تقدم في أول الكتاب ما فيه الكفاية في ذكر الصاعقة وغيرها من الكلام المقنع والله تعالى أعلم
    فصل
    واعلم أن تربة كل بلد تخالف تربة غيرها من البلاد باختلاف الماء والهواء والمكان فلذلك يختلف تأويل المعبّرين من أهل الكفر والإسلام لاختلاف الطبائع والبلدان كالذي يرى في بلاد الحرّ ثلجاً أو جليداً أو برداً فإن تأويل ذلك دليل على الغلبة والقحط ثم إن رؤيت هذه الرؤيا في بلد من بلاد البرْد فإن ذلك لهم خصباً وسعة والطين والوحل لأهل الهند مال ولغيرهم محنة وبلية كما الضَرطة عندهم بشارة وسرور ولغيرهم كلام قبيح
    والسمك في بعض البلاد عقوبة وفي بعضها من واحد إلى
    ص 54 أ ( 1 ) إلى أربعة تزويج ولليهود مصيبة
    فصل في البَرد والجليد
    (1/70)
    ________________________________________
    وأما البَرد والجليد فهما في وقتهما يدُلان على ذهاب الهموم والغموم وإرغام الأعداء والحُساد لأن فيهما تبريداً للأرض التي يظهر منها الحيات والعقارب ويسُد أجحرة الحشاس ويمنع الوحش الكاسر من الحركات والأذى ويقتل الذباب فإن سد الأمكنة والطرق ومنع السبيل دل على إبطال المعايش وتوقف الأحوال وتعذر الأسفار قال الله تعالى ( وينزل من السماء من جبال فيها من بَرد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء ) وربما دل البَرد على الإجاحة في الزرع والثمار والمواشي لأنه يؤذي كثيراً من ذلك وربما دل البَرد على المتاجر الغريبة الواصلة من الجهة التي وقع منها فإن أذى الناس فهو دليل شر وإن لم يحصل منه ضرر فهو خير ورزق خصوصاً أن جمع الناس منه في أوعيتهم أو أكلوه ولم يتضرروا من برْده وأما الجليد إذا جلد الماء أو أهلك الشجر أو سَدَ الأبواب كان حكمه حُكم البرَد وربما دل الجليد على الجلْد من الرجال والجَلْد من الضرب والله تعالى أعلم
    وأما رؤية المطر والبَرد والجليد والثلج فإن رؤية ذلك في المنام في وقت واحد تعذر نفع ( 2 ) لقضاء دين
    ص 54 ب والبناءين وأمثالهم من أرباب الصنائع فافهم ذلك
    فصل في الثلج
    وأما الثلج فرؤيته في المنام دليل على الأرزاق والفوائد والشفاء من الأسقام والأمراض الباردة خصوصاً لمن معيشته من ذلك وربما دل الثلج والنار على الألفة والمحبة لأن النار لا تذيب الثلج والثلج لا يطفئ النار ولذلك يقال أن الله تعالى خلق ملكاً نصفه من نار ونصفه من ثلج فإن رئي الثلج في أوانه كان حكمه حُكم البَرد والجليد وإن ظهر في غير أوانه كان دليلاً على الأمراض الباردة والفالج وربما دل الثلج على تعطيل الأسفار وتعذر أرباح البريد والسعاة والمكاريه وشبههم والله تعالى أعلم
    فصل الحرّ والبَرْد
    (1/71)
    ________________________________________
    وأما من وجد حراً في منامه فإن كانت الرؤيا في زمن الشتاء دل على الفوائد والأرزاق والكساوي النفيسة وإن وجد بَرْداً في رؤياه وكانت الرؤيا في زمن الصيف كان كذلك وبالعكس
    وربما دل الفيء على المغنم والمال السريع إقباله وزواله قال الشاعر -
    إلا إنما الدنيا كظل زائل
    وقال الله تعالى ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى ( 1 ) فالله وللرسول ) الآية
    فصل
    الحُبك في المنام دليل على اليمين يحلفها الرآي ويُحلِفها لقوله تعالى ( والسماء ذات الحُبك إنكم لفي قول مختلف ) ورؤية الحُبك دليل على الوقوف على الأخبار الغريبة أو
    ص 55 أ ( 1 ) أو مشاهدة الصناعة العجيبة وربما دل ذلك على الوقوف على العلوم والحِكم والتوحيد والإقرار بالربوبية ومن رآي الحُبك في المنام وهو مسافر في البحر ضيق عليه من احتبال الأمواج والله تعالى أعلم بالصواب
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    الباب الخامس من المقدمة الثانية في رؤية السماء والليل والنهار والنار والنور والظلمة والأمطار والندى
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » الباب الرابع من المقدمة الثانية في رؤية الملائكة الكرام -
    » الباب الثاني من المقدمة الثانية في رؤية قرأت الاستعاذة والبسملة في المنام وما يتعلق بها
    » الباب السادس من المقدمة الثانية في رؤية الشمس والقمر ودائرتهما وخسفهما والهلال وأحكام ذلك والبروج
    » الباب الخامس من المقدمة الثالثة فيما يبدو من ابن آدم من الفضلات ( 1 ) واختلاف الحركات و .....
    » الباب الثالث من المقدمة الثانية في تلاوة كتاب الله العزيز في المنام

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    منتديات شبيه الورد :: ملتقى المنتديات العامة :: منتدى تفسير الاحلام للاعضاء :: مكتبة تفسير الاحلام كتب وقراءة-
    انتقل الى: